من نظام قائم على القوة إلى آخر يرتكز على السعي لتقرير المصير والتضامن العالمي، مطالب أفريقية لإصلاح النظام العالمي الذي لم يخدم مصالحها، بل جعلها وقضاياها على الهامش.
تلك المطالب تحاول من خلالها أفريقيا الدفع باتجاه تحويل نظام الأمم المتحدة الذي “بات يحتضر” إلى آخر أكثر إنصافًا وانسجامًا مع التجارب التاريخية للقارة السمراء.
فماذا فعلت أفريقيا في ذلك الاتجاه؟
في أعقاب العملية العسكرية الروسية لأوكرانيا العام الماضي، رفضت 17 دولة أفريقية التصويت لصالح قرار للأمم المتحدة يدين روسيا، وحافظت معظم دول القارة على العلاقات الاقتصادية والتجارية مع موسكو، رغم العقوبات الغربية.
ورداً على ذلك، قامت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى بتوبيخ القادة الأفارقة لـ”فشلهم” في الدفاع عن النظام الدولي “القائم على القواعد”، معتبرين الحياد الأفريقي في الصراع الأوكراني “خيانة” للمبادئ الليبرالية.
لكن الحقيقة أن النظام الدولي القائم على القواعد لم يخدم مصالح إفريقيا، تقول صحيفة “فورين أفيرز”، مشيرة إلى أنه على العكس من ذلك، فقد حافظت القوى العالمية الكبرى – سواء كانت غربية أو شرقية – على مواقعها المهيمنة على الجنوب العالمي.
ومن خلال مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، على وجه الخصوص، مارست الصين وفرنسا وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة نفوذًا كبيرًا على الدول الأفريقية وأبعدت الحكومات الأفريقية إلى مقاعد المشاهدين، بينما تتخذ قرارات في شؤونهم الخاصة.