يعمل قطاع البنية التحتية الرقمية على تخفيض معدلات انقطاع الخدمة الإلكترونية التي يتم تقديمها إلى الجهات المستفيدة، بينما تتزايد الخسائر المالية لدى العملاء وتتعاظم حالة الاضطراب الناجمة عن هذه الانقطاعات بصورة ملحوظة. جاء ذلك في التقرير السنوي الذي أصدره معهد “أب تايم” بغرض دراسة وتحليل آثار انقطاع الخدمة في سوق العمل لعام 2022.
يقول أندي لورانس، العضو المؤسس والمدير التنفيذي لشركة “معهد أب تايم للذكاء”: “لا تزال مؤسسات توفير البنى التحتية الرقمية تعاني من عجز في استيفاء المعايير الراقية التي يتوقعها العملاء منها وتشترطها اتفاقيات جودة الخدمة، على الرغم من التقنيات المتقدمة التي يستخدمونها والاستثمارات الكبرى التي يقومون بها من أجل توفير المرونة المطلوبة ومنع مخاطر حالات الخلل.”
يقول لورانس: “إن التدهور الراهن في معدلات الانقطاع الإجمالية يعود جزئيًا إلى ضخامة الاستثمارات الأخيرة التي تمت في البنية التحتية الرقمية. وإن التعقيدات التي تواجهها الشركات أثناء انتقالها إلى معماريات هجينة وموزعة سوف تتحسن بمرور الوقت، ولكن في الوقت الحالي، تظل الانقطاعات مصدر قلق كبير للعملاء والمستثمرين.”
ويشير التقرير إلى نتائج لافتة، منها أن معدلات الانقطاع المرتفعة لم تتغير في عام ٢٠٢٢. فقد أبلغت واحدة من كل خمس مؤسسات عن أنها تعرضت لانقطاع “خطير” أو “حاد” في السنوات الثلاث الماضية، مما يشير إلى اتجاه تصاعدي في معدل الانقطاعات؛ الأمر الذي أدى إلى خسائر مالية كبيرة لدى بعض الشركات، وأضرّ بسمعة البعض الآخر، وتسبب في خروقات للامتثال باللوائح التنظيمية، وفي بعض الحالات الشديدة أدى إلى خسارة في الأرواح.
ولم ينس التقرير أن يشير إلى الأخطاء البشرية كذلك مؤكدا أن الغالبية العظمى من حالات الانقطاع المرتبطة بالخطأ البشري تنطوي على إجراءات تم تجاهلها من قبل القائمين عليها أو كانت في الأصل غير ملائمة للإجراءات المطلوبة. ولقد عانى ما يقرب من 40 ٪ من المؤسسات من انقطاع طويل المدى أدى إلى خسائر بالغة بسبب أخطاء بشرية على مدى السنوات الثلاث الماضية.
لورانس، الخبير في المجال، يقدم نصيحة ذهبية لتجنب أي خلل طارئ قائلا “مواجهة تحدي الانقطاعات ممكن، وذلك من خلال تدريب صارم للموظفين، وكذلك اتخاذ إجراءات تشغيلية مختلفة للتقليل من عدد الإخفاقات الناجمة عن أخطاء بشرية.”
وجدير بالذكر أن تقرير الانقطاع السنوي الذي تنشره شركة “أب تايم” يعد فريدًا من نوعه في مجال التكنولوجيا، ويعتمد على العديد من الاستطلاعات والمعلومات المقدمة من قبل أعضاء وشركاء لمعهد أب تايم، إضافة إلى قاعدة بيانات الشركة الخاصة بحالات الانقطاع التي يتم الإبلاغ عنها علنا بشكل متواصل.